متى يبدأ طفلي باستخدام الهاتف والشاشات؟

 

في عالم اليوم، أصبحت الهواتف الذكية والشاشات جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. بين العمل، التواصل الاجتماعي، وحتى الترفيه، نستخدم الشاشات بشكل مستمر. ولكن عندما يتعلق الأمر بالأطفال، يبرز السؤال المهم: متى يجب أن يبدأ طفلي باستخدام الهاتف والشاشات؟ هذا السؤال يثير الكثير من الجدل بين الآباء والأمهات، ويثير قلقًا حول التأثيرات الإيجابية والسلبية لهذه الأجهزة على نمو الطفل.  

أهمية الشاشة في حياة الطفل

الهواتف والشاشات ليست مجرد أدوات ترفيه؛ فهي أصبحت أدوات تعليمية قوية. من خلال التطبيقات التعليمية والفيديوهات المفيدة، يمكن للأطفال تعلم أشياء جديدة بسهولة وسرعة. ومع ذلك، يجب على الآباء أن يكونوا حذرين بشأن الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات، حيث أن الاستخدام المفرط قد يؤدي إلى مشاكل في النمو الاجتماعي والعاطفي.

العمر المناسب لاستخدام الشاشات

توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم السماح للأطفال دون سن الثانية باستخدام الشاشات إلا لفترات محدودة، مثل مكالمات الفيديو مع الأهل والأصدقاء. الأطفال في هذه المرحلة يحتاجون إلى التفاعل مع العالم الحقيقي والأشخاص من حولهم لتطوير مهاراتهم الحركية والاجتماعية.

أما بعد سن الثانية، يمكن السماح باستخدام الشاشات بوقت محدود وتحت إشراف الأهل. بين سن 2 و5 سنوات، يُفضل ألا يزيد وقت الشاشة عن ساعة يوميًا، مع التركيز على محتوى تعليمي ومناسب لعمر الطفل.

تأثير الشاشات على الأطفال

الاستخدام المفرط للشاشات قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الأطفال، مثل:

- تأخر في المهارات اللغوية: الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات قد يعانون من تأخر في تطوير مفرداتهم وقدرتهم على التحدث.

- مشاكل في النوم: الشاشات قد تؤثر على نمط النوم الطبيعي للطفل، حيث يمكن أن يتأخر وقت النوم أو يقل جودة النوم نتيجة التعرض المستمر للضوء الأزرق من الأجهزة.

- السمنة: الجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات يقلل من النشاط البدني، مما يزيد من خطر السمنة لدى الأطفال.

- الانعزال الاجتماعي: الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلًا مع الشاشات قد يشعرون بالعزلة عن الآخرين ويفقدون مهارات التواصل الاجتماعي.

فوائد الشاشات عند استخدامها بشكل صحيح

على الرغم من المخاطر المحتملة، يمكن أن تكون الشاشات أداة مفيدة لتعليم الأطفال وتطوير مهاراتهم. من خلال اختيار المحتوى المناسب، يمكن للأطفال تعلم مهارات جديدة، مثل تعلم اللغات، حل الألغاز، وحتى تحسين مهاراتهم في الرياضيات والعلوم. ولكن المفتاح هنا هو التوازن والإشراف.

كيفية تقديم الشاشات للأطفال بشكل مناسب

لتقديم الشاشات بشكل مناسب للأطفال، يجب على الأهل اتخاذ خطوات مدروسة. من الضروري وضع قواعد واضحة حول:

- مدة استخدام الشاشات: تحديد وقت معين لاستخدام الشاشات يوميًا وعدم تجاوز هذه المدة.

- المحتوى: التأكد من أن المحتوى الذي يشاهده الأطفال هو محتوى تعليمي وآمن. قناة شالا التعليمية 

- التفاعل: يُفضل أن يكون هناك تفاعل بين الأهل والطفل أثناء استخدام الشاشات، مثل مشاهدة فيديو تعليمي معًا والتحدث حوله.

دور الأهل في توجيه استخدام الشاشات

الأهل يلعبون دورًا أساسيًا في توجيه استخدام الأطفال للشاشات. من الضروري أن يكون الأهل قدوة في استخدام الشاشات، حيث يمكن للأطفال تعلم السلوكيات الجيدة من خلال مراقبة سلوك والديهم. على سبيل المثال، إذا كان الأهل يستخدمون الهواتف بشكل مفرط، قد يرغب الأطفال في تقليدهم. لذا، من المهم تقليل استخدام الشاشات أمام الأطفال وخلق بيئة تعتمد على التفاعل الشخصي.

الشاشات كوسيلة لتقوية العلاقة مع الطفل

بدلاً من أن تكون الشاشات أداة للفصل بين الطفل والأهل، يمكن استخدامها لتقوية العلاقة. يمكن للأهل أن يجلسوا مع الطفل ويشاهدوا مقاطع فيديو تعليمية معًا أو يلعبوا ألعابًا تعليمية. هذه اللحظات يمكن أن تكون فرصة للتفاعل والتواصل، مما يعزز من العلاقة بين الأهل والطفل.

تأثير الشاشات على الصحة النفسية للطفل

الهواتف والشاشات قد تؤثر على الصحة النفسية للطفل. الاستخدام المفرط قد يؤدي إلى الشعور بالقلق أو الاكتئاب، خصوصًا إذا كان الطفل يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا للترفيه. من هنا، يجب أن يحرص الأهل على مراقبة الحالة النفسية للأطفال والتأكد من أن الشاشات لا تصبح المصدر الرئيسي للترفيه.

نصائح لتقليل وقت الشاشة للأطفال

إذا كان طفلك يقضي وقتًا طويلًا أمام الشاشات، إليك بعض النصائح لتقليل هذا الوقت:

- خلق بدائل ممتعة: حاول تقديم أنشطة بديلة ممتعة مثل الرسم، اللعب بالألعاب التقليدية، أو القراءة.  نشاطات للعائلة: أفكار رائعة لقضاء وقت ممتع ومفيد , نشاطات عائلية مميزة مع أطفالك: لحظات لا تُنسى في أحضان العائلة

- استخدام التكنولوجيا بشكل نشط: بدلاً من أن يكون الطفل متلقيًا للمحتوى، يمكن تشجيعه على استخدام الشاشات بطريقة تفاعلية، مثل التعلم عن طريق التطبيقات التعليمية.

- وضع روتين يومي: تحديد وقت محدد يوميًا لاستخدام الشاشات يمكن أن يساعد في تقليل الاستخدام العشوائي والمفرط.

في نهاية المطاف، فإن استخدام الشاشات يجب أن يكون تحت إشراف الأهل وبشكل مدروس. بينما تقدم الشاشات فوائد تعليمية كبيرة، إلا أن الاستخدام المفرط قد يؤدي إلى مشاكل صحية واجتماعية. من المهم إيجاد التوازن الصحيح بين الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات والأنشطة الأخرى التي تساعد على نموه الاجتماعي والعاطفي. تذكر أن العلاقة الحقيقية والتفاعل الشخصي مع طفلك هما مفتاح نموه السليم.

إرسال تعليق

1 تعليقات

  1. موضوع رائع ، صحيح الموضوع صعب انو نبعد الطفل عن الشاشة ونقضي اكبر وقت ممكن معه، لأنو مو دائماً ممكن يكون عنا الوقت الكافي ، بس لما نفكر انو ممكن طفلنا يتأذى نفسياً واجتماعياً من ورا الشاشات ، رح نترك كل شي من ايدينا ونقعد نلعب مع اولادنا لأنو هم اولويتنا👍🏻

    ردحذف